11 يناير يصادف هذا اليوم ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال التي كانت لحظة مفصلية في تاريخ البلاد. وكانت الوثيقة بمثابة إعلان جريء للاستقلال عن الحكم الاستعماري، مما أدى في النهاية إلى استقلال المغرب!
سنناقش في هذا المقال أهمية الذكرى، وفرصة الاحتفاء بالثقافة والهوية المغربية، والتفكير في التقدم المحرز منذ الاستقلال.
يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، اليوم الخميس (11 يناير)، الذكرى الـ 80 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، التي تعد استحضارا لصفحة مشرقة و منعطف حاسم في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
أين تكمن أهمية وثيقة المطالبة بالاستقلال؟
وتندرج هذه الوثيقة في نطاق “الكفاح السلمي” من أجل التحرير، وعلى وجه الخصوص، العمل السياسي للحركة الوطنية المغربية. وكان ذلك تتويجا للمطالب التي تضمنت سلسلة من الإصلاحات، والتي رفضتها الحماية الفرنسية. في يناير 1944، نظم المغاربة احتجاجات كبيرة لدعم مطالب الاستقلال في عدة مدن، بما في ذلك فاس وسلا والرباط. وردت السلطات عليهم بالقمع والقتل الذي يعتبره المؤرخ مصطفى بعزيز “توقيعا على الوثيقة بالدم “
هل يمكن تجسيد ما خلفه هذا الحدث على تاريخ الغرب؟
أبرزت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن هذه الذكرى تخلد حدثا تاريخيا كبيرا محفورا في أذهان كل المغاربة، ألا وهو تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، الذي يحتفل به المغاربة بكل إخلاص وإخلاص للحركة الوطنية. يخلد ذكرى حركة المقاومة وجيش التحرير الشعبي، ويستذكر البطولة العظيمة لأبناء الوطن على درجة عالية من الوطنية والإيمان الراسخ بعدالة وعدالة قضيتهم في تحرير الوطن الأم، من أجل التخلص من نير الاستعمار.
الاستعمار والحفاظ على العزة والكرامة، والتضحية بشيء ثمين. وطوال تاريخه العريق، دافع المغرب بثبات عن وجوده وتكوينه وهويته ووحدته ضد الأطماع الجشعة، ولم يدخر جهدا للحفاظ على وحدته وقدم تضحيات كبيرة في مواجهة خطر الجشع.
ويحتل محتلون أجانب أراضي المغرب منذ بداية القرن الماضي، ويقسمون البلاد إلى مناطق نفوذ، تتوزع بين المحمية الفرنسية في وسط المغرب، والمحمية الإسبانية في الشمال والوضع الاستعماري في الجنوب، في حين أن المحمية الدنماركية في الجنوب تخضع منطقة جير للنظام الحكومي الدولي. هذا الوضع المتسم بالتجزئة والتفتيت والتقسيم للتراب الوطني، هو ما جعل مهمة التحرير الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب في سبيلها جسيم التضحيات في سياق كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من ربقة المستعمر في تعدد ألوانه وصوره.
ما هو المضمون الذي تضمنته هذه الوثيقة؟
وتتضمن الوثيقة الداعية للاستقلال سلسلة من المطالب السياسية والمهام النضالية، ذات شقين: الأول يتعلق بالسياسة العامة، المتعلقة باستقلال المغرب بقيادة الملك الشرعي للبلاد سيدي محمد بن يوسف، والدول المعنية بالجهود الرامية إلى تأمين هذا الاستقلال. الاستقلال، وعضوية المغرب في الدول التي صدقت وشاركت في حلف الأطلسي، أما الثاني فهو السياسة الداخلية، من خلال حركات إصلاحية برعاية ملكية، ترسيخ سياسة الشورى على غرار أنظمة الحكم في الدول العربية الشرقية والإسلامية. ويتم الحفاظ على التزامات كافة فئات وطبقات الشعب المغربي.
ومن أجل الاحتفاء بهذا الحدث الوطني الضخم بما يليق به من اعتزاز وإجلال وإجلال، وإبراز دلالاته الوطنية وأبعاده وهدفه النبيل، ونشر قيمه النبيلة لدى الأجيال الجديدة والجديدة، قامت لجنة قدامى المقاومة و سيجتمع أعضاء جيش التحرير الشعبي يوم الخميس 11 يناير 2024 على الساعة 11.15 صباحا بمساحة الذاكرة الوطنية التاريخية للمقاومة والتحرير بالمجلس الأعلى “منظمات المقاومة القدامى وأعضاء جيش التحرير” الكائن بحي أكدال الإداري. وستنظم مدينة الرباط مهرجانا للمحاضرات مؤتمرا للندوات الفكرية، ستقدم خلاله محاضرات وعروض حول هذا الحدث التاريخي الضخم، المليء بالدروس والدروس التي يجب التذكير بمضامينها ومواعظها ورسائلها لتنوير عقول الأجيال الناشئة والجديدة. كن فصيحا في مسيرة الحاضر والمستقبل!
أفيتو تشكركم على حسن متابعتكم؛ لا تترددوا في إرسال آرائكم وتعليقاتكم!